المصدر العرب
مهرجان عمان السينمائي الدولي- أول فيلم يحاول تشبيك الفنون ويفتح الطريق أمام صناع السينما الشباب.
انطلقت فكرة إنشاء الدورة الأولى لمهرجان عمان السينمائي الدولي- للعمل الأول، أو أول فيلم في عام 2017، حين أعلنت الأميرة ريم علي، عضو مجلس مفوضي الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، خلال مشاركتها في فعاليات الدورة السبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي عن نيتها إنشاء أول مهرجان عربي دولي يعنى بتقديم أول عمل لمخرجيه، ليتم اليوم وبشكل فعلي إعلان الموعد النهائي للمهرجان الوليد مرة أخرى انطلاقا من الساحل اللازوردي للجنوب الفرنسي على هامش فعاليات الدورة الـ72 من المهرجان العالمي العريق.
كان (فرنسا) – في الجناح الأردني المفتوح للعموم بالساحل اللازوردي لمدينة كان الفرنسية اِلتقت “العرب” على هامش مهرجان كان السينمائي الدولي، الذي تنتهي فعاليات نسخته الـ72 السبت، ندى دوماني مديرة قسم الإعلام والثقافة بالهيئة الملكية الأردنية للأفلام لتحدثنا عن فكرة إنشاء مهرجان عمان السينمائي الدولي- أول فيلم، أهدافه وموعد انطلاق دورته التأسيسية، فكانت هذه المصافحة.
مكانة ثابتة
تقول دوماني “انطلقت فكرة الإنشاء في عام 2018، حين أعلنت الأميرة ريم علي، عضو مجلس مفوضي الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، خلال مشاركتها في فعاليات الدورة الـ70 من مهرجان كان السينمائي الدولي، عن ضرورة بعث مهرجان عربي دولي يعنى بالمواهب الشابة على المستويين المحلي والعربي، لاسيما أن صناعة الأفلام الأردنية الواعدة بدأت تُظهر في السنوات القليلة الماضية مقدرتها على التنافس، خاصة بعد أن حظي مخرجون موهوبون أردنيون بترحيب عالمي بأفلامهم مثل: الكابتن أبورائد وذيب والجمعة الأخيرة ولما ضحكت موناليزا و300 ليلة وإن شاء الله استفدت”.
وتضيف “وهو يتفق مع ما تتطلع إليه الأميرة ريم علي، رئيسة المهرجان، من حيث تطوير وترويج سينما عربية تعكس الإبداع في المنطقة وتتناول قضاياها الراهنة”، وتأمل الهيئة الملكية الأردنية للأفلام في أن يصبح هذا المهرجان منصة رئيسية وبيتا للمواهب الجديدة في العالم العربي.
وعن موعد انطلاق المهرجان تقول دوماني لـ“العرب”، “بعد طول انتظار، وكما انطلقت فكرة المهرجان على ساحل الريفييرا الساحر، نعود اليوم لنعلن بالمكان ذاته عزمنا على إطلاق المهرجان في الفترة الممتدة بين الـ13 والـ18 من أبريل 2020 القادم في منطقة العبدلي بالعاصمة الأردنية عمان”.
وتضيف “معلوم أن للأردن مكانة ثابتة على خارطة صناعة الأفلام العالمية كموقع تصوير مبهر لصانعي الأفلام الأجانب الذين يختارون المملكة لما تتمتع به من مناظر طبيعية متنوعة وإرث تراثي غني يمتزج بمكوناته الحضارية، إضافة إلى إجراءاته الميسرة والدعم الحكومي، ولطالما شاهد عشاق الفن السابع لقطات تم تصويرها في الأردن، لعل أشهرها فيلم ‘لورانس العرب’ في عام 1962، لتتواصل التجربة في السنوات التي تلتها، ليقدم الأردن لصانعي الأفلام العالمية أجمل ما لديه من مناظر طبيعية خلابة توجت بعض الأفلام بجوائز عالمية”.
وتوضح دوماني لـ“العرب”، “ما يفتقر إليه البلد هو فسحة تسلط الضوء على المواهب العربية والأردنية الصاعدة والواعدة التي تجذب أعمالها جمهورا محليا ودوليا متزايدا، ومن هنا جاءت فكرة مهرجان عمان السينمائي الدولي- للعمل الأول”.
التشبيك بين الفنون
اللافت في المهرجان تقديره لمختلف المواهب المنخرطة في صناعة الأفلام، حيث سيتم توزيع الجوائز على أصحاب التجارب الأولى في أكثر من مهنة ذات علاقة بالسينما.
تقول ندى دوماني “لن تقتصر مسابقات المهرجان الرئيسية لأفضل عمل أول على مجال الإخراج فحسب، وإنما تشمل عددا من مجالات العمل السينمائي وتقنياته مثل: الكتابة، التصوير، المونتاج، الموسيقى، الديكور، التمثيل، حيث ستشتمل مسابقة المهرجان على الأفلام الروائية والوثائقية بشقيها الطويل والقصير”.
كما سيعرض المهرجان، خارج المسابقة، أفلاما من مختلف أنحاء العالم على أساس العمل الأول أيضا، وسيكون هناك قسم لسينمائيين بارزين يُعرض من خلاله فيلمهم الأول، إضافة إلى فيلمهم الأخير وبحضورهم، كما يتضمن المهرجان ندوات ومحاضرات وتسويقا للمشاريع وحلقات نقاشية مع المخرجين ونجوم المهرجان بشكل خاص ونجوم السينما بشكل عام.
وتقول ندى دوماني “يعمل المهرجان أيضا على تطوير ملتقى وظائف السينما والتلفزيون، وهو حدث سنوي تنظمه الهيئة الملكية للأفلام منذ أعوام بهدف التشبيك بين مختلف العاملين في المجال السينمائي والتلفزيوني”.
وتلفت إلى أن المهرجان يعتبر منصة للاحتفاء بأصحاب الحرف السينمائية والتلفزيونية، وبالتالي يكون اسما على مسمى، الأول من نوعه في الحياة الثقافية في الأردن، ونأمل أن يكون إضافة نوعية جديدة لغيره من المهرجانات السينمائية في المنطقة”.
وندى دوماني التي حاورتها “العرب” هي مديرة قسم الإعلام والثقافة في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وهي تعمل في مجال الإعلام والاتصال منذ أكثر من عشرين سنة، نالت شهادة الماجستير في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت من عام 1992 إلى 1999، وعملت في الصحافة المكتوبة وفي الإذاعة في سويسرا، حيث غطت على وجه الخصوص شؤون الشرق الأوسط.
وكانت ناطقة إعلامية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر من سنة 1999 إلى 2007، في مقر المنظمة بجنيف وأيضا في مناطق ساخنة، منها كوسوفو وبوروندي والعراق.
ومنذ عام 2008، تدير ندى دوماني قسم الإعلام والثقافة في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام. وقد أعدت في عام 2007 كتابا بعنوان “جروح في شجر النخيل” يتضمن شهادات لعراقيين، كما كتبت وأنتجت وأخرجت فيلما وثائقيا بعنوان “رحلة المكان”، وقد نال الجائزة الأولى في أحد المهرجانات في إيطاليا عام 2009.